الفجر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الفجر

الفجر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الفجر

تعلميى ادبي وثقافي


    العاشق المنتقم 4 من روايات أحلام

    gersy story
    gersy story


    عدد المساهمات : 78
    نقاط : 189
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 17/10/2009
    العمر : 35

    بطاقة الشخصية
    ناتاشيا:
    ناتاشياالعاشق المنتقم 4   من روايات أحلام Empty
    العاشق المنتقم 4   من روايات أحلام Empty

    العاشق المنتقم 4   من روايات أحلام Empty العاشق المنتقم 4 من روايات أحلام

    مُساهمة من طرف gersy story الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 12:45 pm

    ابتسم `يانيس ´ قائلا :
    - استطع ايضا ان اكون رقيقا !
    امسك يانيس يدها واخذ ينظر إلى الجرح ، فهو عميق حقا ،
    ثم بدا يطهره بهدوء ووضع عليه ضمادة بطريقة محترفة .
    وعندئذ لم تستطع ´انجريد` ان تمسك نفسها عن التأثر بهذه الرقة
    غير المتوقعة ، ياله من شخصية متناقضة هذا الرجل احيانا مزعج واحيانا قاس ، واحيانا لطيف ، واحيانا عاشق ، إنه يسبب لها حيرة دائما ...
    واخيرأ قال بصوت دافئ بعد ان انتهى من وضع الضمادة .
    - ها هي ذي ، اعتقد ان عليك الانتظار لمدة ايام قبل ان تذهبي للاستحمام .
    ابعدت ´انجريد´ المقعد ونهضت من مكانها ، فنظر `يانيس ` إليها نظرة قاسية مما جعلها تشعر بالضيق فقد اصبح الأن اكثر تهديدأ واكثر حزما عما كان عليه منذ ساعات قليلة ، تراجعت الفتاة إلى الخلف بخجل ثم غادرت الحجرة بسرعة شديدة . وفي الايام التالية ، لم تحاول ´انجريد´ ان توجه إليه كلمة واحدة او ان تخترق عازل الوحدة الذي فرضه كل منهما على نفسه ... فهذا الرجل الذي تزوجها ، هذا الرجل ، الذي لم تعد تعرف إن كانت تريده ام لا ، عزلها عن العالم كله .
    وعلى عكس ما كانت تتوقع ، لم يحاول الاقتراب منها ولو لمرة واحدة .
    وردة قايين
    وفي المناسبات النادرة التي كانت تجمع بينهما كان البرود والحقد يسيطران عليه ...
    تجرعت الفتاة هذه الألام بصبر ، ولحسن الحظ كانت اعمال المنزل تشغلها دائما وكانت تجد في ذلك سلواها طوال اليوم فذلك افضل من ان تجلس تندب حظها .
    وبعد محاولات عديدة طوال الاسبوع ، نجحت اخيرأ في حلب ´مينلوب ` ، واصبحت `انجريد` تاتي باللبن منها كل يوم وشيئا فشيئا اصبحت تشفق على هذه العنزة الهادئة وتكن لها الحب . وفي كل يوم ، بدات الفتاة تكتشف الجديد في مواهبها كسيدة منزل وظلت العلب المحفوظة التي اتى بها ´يانيس ليستعملاها في اليوم الذي يفشل فيه في الصيد في مكانها كما هي دون استعمال . وتبقت امامهما مشكلة عويصة وهي مشكلة الخبز ... وكان على
    ´انجريد` عمل خبز الـ´بيتا ولكنها فشلت في ذلك وعجزت عن الحصول
    على هذا الخبز ، فتارة تضع دقيقا كثيرأ وتارة تضع ماء كثيرأ وتارة
    تنسى الخبز فيحترق ولكن مع الإصرار ، نجحت بعض الشيء
    ووصل بها الامر إلى انها اعتقدت ان نجاحها في صنع هذا الخبز متعلق بخروج `يانيس ` عن عزلته هذا إذا ما نجحت فعلا في صنع
    الخبز كما كانت والدته تفعل .
    ومنذ مشهد المرسى الخشبي ، لم يعد `يانيس ´ كريها كما كان ، كان
    يستيقظ في الفجر ويقضي معظم يومه في الخارج ، وفي الصباح قبل
    ارتفاع درجة الحرارة كان يهتم باعمال المنزل حتى اصبح للمنزل بريق نوعا ما وساعد في ذلك لون الجدران البيضاء .
    وبعد الظهيرة ، كان يختفي دون ان ينطق بكلمة واحدة ولم يحاول
    ابدأ ان يعرض على `انجريد´ فكرة الذهاب معه للصيد في زورقه التقليدي .
    اما في المساء عقب غروب الشمس ، فكان يعود إلى المنزل ويجلس
    ليتناول طعامه وحيدأ .
    اما `انجريد´ فكانت تصعد إلى حجرتها وهي عاجزة عن تحمل بروده
    وقسوته وخشونة فمه الذي يتناول الطعام بطريقة الية وجسده الذي يرفض منحها الحنان .
    وكم من الليالي بقيت الفتاة مستيقظة وهي تستمع إلى صوت انفاسه وحركاته ، ولم ينجح النوم ابدأ في بعث الهدوء والطمانينة
    إلى نفسها .
    ولم تعد تشعر انها مرعوبة او انها تتفق حتى مع نفسها وقد غيرتها كثيرأ الحياة في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس الحارقة
    للبحر المتوسط ، واصبح جسدها ينعم بالصحة واخذ جلدها
    الضعيف اللون الذهبي الجميل مما اضفى عليها جمالا اخاذا بجانب
    غموض عينيها الزرقاوين .
    نعم إن الإقامة في `ليناكاريا` كانت تضفي عليها إكسير الحياة على
    الرغم من كل شيء ...
    وكلما كان الوقت يمر كانت ´انجريد` تعتاد هذه الحياة وفي كل
    يوم يذهب فيه ~يانيس ~ كانت تبدا في اكتشاف الجزيرة من حولها ،

    فاكتشفت خلجانأ صفغيرة رائعة ذات رمال بيضاء وبدات تاخذ
    حمامها في احد هذه الخلجان ، كما كانت تجلس لتتامل الجزيرة
    الاخرى على الجانب الآخر التي كانت تبدو براكينها كانها تتحدى سماءها .
    ولكن هذه الجزيرة للاسف كانت خالية ايضا ومع ذلك من المؤكد ان الزورق الذي راته منذ فترة كان اتيا من جزيرة اخرى
    ولاحظت ´انجريد` وجود صخرة ملساء ، ياله إذن من مكان رائع
    حيث يمكن ان تجفف نفسها اسفل اشعة الشمس ، فنزعت حذاءها
    وتجردت من ثيابها وجرت فوق الرمال الساخنة على الشاطى . ثم غطست بهدوء في المياه ، فارتعشت للانتقال من السخونة إلى
    البرودة ولكنها سرعان ما اعتالدت على برودة المياة واخذت تسبح حتى
    تريح جسدها ، وفعلا نجحت لمسات الامواج في تخفيف توترها
    وتشنجاتها ... واخيرأ خرجت ´انجريد~ من البحر كانها حورية . وكانت قطرات المياه تلمع على جسدها وخصلات شعرها . فتمددت
    على الصخرة واغمضت عينيها وشيئا فشيئا تارجحت في حلمها
    وهنا سمعت صوتأ رجاليأ يقول لها بينما كانت شبه ناعسة :
    - كنت اعرف انني ساجدك هنا ...
    ارتعشت اهداب `انجريد` وهى تشعر انها لا تزال تحلم ولكنها فقدت
    خيط الحلم الرائع ، وجعلتها قطرات الماء التي شعرت بها على بطنها
    تقفز في مكانها ، ففتحت عينيها لترى وجها كانه وليد خيالها وعندئذ اغمضت عينيها لثانية لتفتحهما من جديد ، وهنا سمعت صوت
    ضحكة عالية ، فتمتمت قائلة وهي تبحث عن ثوبها لتخفي به جسدها.
    - ´يانيس ` ...
    فقال لها وهو يجلس بجانبها :
    - هل تشعرين بالبرد ؟
    - نعم ، قليلا .
    وفجاة لاحظت انه هو ايضا عارمثلها ... وان ثوبها اختفى ! فسالها برقة :
    - هل اخترت هذا المكان لانه يشبه ´عدن ` ؟
    حاولت الفتاة الاحتفاظ ببرود اعصابها ولكنها كانت على وعي
    بسرعة لدقات قلبها ونبضاتها .
    _ من يعرف... على اية حال ، إذا كنت تفكر في القيام بدور ´ادم ` ،
    فانا لا افكر في ان اكون ´حواء´ ، والأن كن لطيفا واعد لي ثوبي .
    نهض ´يانيس ´ في مكانه وقرأت `انجريد´ في عينيه تعبيرات
    الإعجاب وهو يتامل جسدها ، ثم ابتسم بطريقة موحية كانه يحاول تعذيب الفتاة ، واخيرا هب واقفا وهو يمسك بالثوب بين يديه .
    اغمضت ´انجريد` عينيها وهو يقترب منها ليداعبها بالثوب ، ثم
    امسك بكتلفيها بين يديه دون ان ينبس ببنت شلة ، فارتعشت الفتاة ولم تحاول الابتعاد عنه .
    - من المستحيل ان ابقى بجانبك هنا لاجعلك ترتدين ملابسك بينما
    اقصى امنياتي ان اجردك منها .
    ارتجفت الفتاة وهي عاجزة عن النطق بكلمة واحدة ، جذبها `يانيس
    نحوه والتصق بها وهو يقبلها ، فهمست ´انجريد` وهي تشعر
    بالثوب ينزلق من جديد بعيدأ عنها :
    - اه ، ´يانيس ´.
    اخذ يقبلها برقة وهي تلف ذراعيها حول رقبته .
    - لقد اتيت بحثا عنك يا ´انجريد` ...
    كانت العاطفة تتاجج في عينيه ، فهاهو الأن قد قرر منح نفسه حق
    تذوق الفاكهة المحرمة ، تركت `انجريد` نفسها بين ذراعيه سعيدة في
    نفاد صبر وهو يقبلها بلهفه وحرارة .
    كانت السماء والشاطئ والبحر تترنح حولهما . وكانت الشمس تضيء الشاطئ ببريقها وترسل اشعتها الرائعة حية مثل رغبتهما .
    - `يانيس ` ، إنني ارغبك واريد ان اصبح امراتك ... ثبت ´يانيس ´ نظرته عليها لحظة وهو متردد بعض الشيء ، ثم
    التصق بها فجاة كانه محارب قوي نعم إنها تحبه هكذا فخورا ،
    ومتسلطا ارتعشت الفتاة عند تخيل ذلك وارتبكت لدرجة ان اغرورقت عيناها بالدموع وعندما لاحظ ´يانيس ´ تاثرها ابتعد عنها قليلا
    ونظر إليها بعمق شديد .
    كانت `انجريد´ مشرقة وجميلة اكثر من اي يوم مضى . وكانت لا
    تريد التفكير في اي شيء ولكنها تريد فقط الإحساس والإنصات ! التنفس والاستمتاع ، كانت تريد ان تعطي وتاخذ ، همس ´يانيس
    وعيناه تلمعان :
    - إننى اريدك ... واريدك الأن ...
    وفجاة استولت عليهما رغبة عارمة فالتصقا ببعضهما واستمتعا
    باسعد لحظات حياتهما وكم فرحت ´انجريد´ كثيرأ بكونها اصبحت
    امراة وساحرة .
    شعرت ´انجريد´ ان كل شىء يترنح حولها وشعرت بسعادة `يانيس الذي كان يقطف احلى كلمات الحب من فمها العذب ...
    بدا البحر كانه يقضي نحبه على الشاطئ.. وشيئا فشيئا استعادت ´انجريد` وعيها على صوت الامواج وفتحت عينيها .
    - لقد تزوجنا حقا الأن ...
    ظل ´يانيس ´ صامتا لفترة فانقبض قلب ´انجريد´ ونهضت قليلا
    تنظر إليه .
    - ولكن ذلك لايعني انني احبك .. على اية حال يمكنك ان تطمئني صديقتك العزيزة `جلاديس بوسورث ´ على شهرة العشاق
    اليونانيين ...
    - اتركني وحدي ، ارجوك ، اتركني وحدي ...


    الفصل السابع


    شعرت ´انجريد` بان قلبها يتمزق فلم تقو على البقاء بجانبه اكثر
    من ذلك ، وقامت لتجري في طرقات القرية الخالية وعيناها مملوءتان بالدموع ودقات قلبها في تزايد مستمر .
    وعادت إلى ذاكرتها كل كلمة قالتها لها `جلاديس ` فشعرت كانها مجروحة وحزينة .
    ولكن `يانيس ´ لم ينس اي شيء ... فهو يحتقرها من البداية ويريد
    ان ينتقم منها ، وكانت تعتقد انه سيحبها بعد ان تمنحه نفسها وانها ستصبح بعد ذلك امراته ، والحقيقة انه لا يريد منها شيئا ولا يتمنى
    إلا ان تكون خليلته ليس اكثر...
    قادتها قدماها نحو ميناء `ليناكاريا` القديم ، وهناك جلست تندب
    حظها وامالها المفقودة . جلست تبكي وحدتها وسذاجتها التي جعلتها
    تصدق احاسيس هذا الرجل الذي تزوجها ولكن قلبه ، للاسف ، لا
    يزال كانه المملكة المحرمة .
    كان كل شيء يبدو كانه خطة محكمة للانتقام منها وان لحظات
    السعادة التي عاشتها الآن لم تكن سوى الخلاصة النهائية.
    سعادة واحتقار... ومع ذلك تحبه وتحبه بيأس , نعم إنها متأكدة من ذلك الآن ، إنها لا تريد ان تفقده , كاد الحزن يخنقها .
    جلست ´انجريد´ ساهمة ومتقوقعة على نفسها وهي عاجزة عن الخلاص من عاصفة الأفكار المختلفة التي تتحرك بداخلها , وكان إمامها عدة دقائق حتى تستطيع استيعاب وجود زورق يتوقف بجانب الجزيرة ، ظلت الفتاة صامتة وفجأة قفزت من مكانها وجرت نحو الزورق وقلبها يكاد ينفجر بداخل صدرها... ثم صعدت على متن هذا الزورق عن طريق الجسر المعدني, وعندئذ ألقت نظرة سريعة عليه لتتأكد من عدم وجود إي شخص على متنه ولا على الجسر الذي تركته لتوها ولا في كابينة الزورق.
    ولكن من المؤكد ان صاحب هذا الزورق الفخم ليس بعيدا عن هذا المكان , وهنا لم تتردد الفتاة في الدخول لتفحص عن قرب الخريطة التي لاحظت وجودها وفهمت ان ´لينا كاريا´ هي إحدى جزر كثيرة وسط مجموعة من الجزر أكبرها واحدة تسمى `كالناري´ .
    وفي لحظة واحدة, كانت قد اتخذت قرارها, لابد لها من مغادرة `لينا كاريا`، وهناك بعيدا عن هذا المكان .. بعيدا عن `يانيس ´ ، يمكنها محاولة النسيان , يمكنها بدء حياتها من جديد خاصة إذا نجحت في الحصول على حريتها ... من المؤكد ان صاحب الزورق عندما يجدها في هذه الحالة لن يتردد لحظة واحدة في مساعدتها للوصول إلى المدينة ، ومع ذلك ... ومع ذلك , تشك ´انجريد` في ذلك ...
    ألن يكون هذا الفرار وهميا ؟ وهذه الحرية ، ما قيمتها دون ´يانيس ´؟ إن غيابه عنها سيكون أصعب من السجن, وأكثر وحشية من العذاب نفسه وكأنه الوحدة الخالدة ... وفجأة اتخذت الحرية في نفسها مذاقا مرا .
    وتأكدت الفتاة من ان الفرار من هنا أشبه بالكذبة الكبيرة , من المؤكد ان لا شيء يبقيها هنا وإنها لم تشعر بمثل هذا اليأس طوال حياتها ولكن هناك رباطا ما غامضا وغير واضح حتى عن طريق الكلمات يجمع بينها وبين هذا الرجل منذ أول يوم رأته فيه .
    وكم مره حاولت ان تنكر ذلك ، ولكن إقامتها هنا في ´لينا كاريا جعلتها ترى هذه الحقيقة جلية وواضحة .
    ولو كان زواجهما وشهر العسل قد مرا على خير كما كانت تتمنى,
    فمن المؤكد انه كان سيفهم أنها تزوجته لأنها تحبه وليس لأنها تريد الاحتفاظ ´ببيلودد هاوس ´ .
    لقد كان يريد ان يلقنها درسا عندما أتى بها إلى هنا , وهي نجحت في التعرف على نفسها جيدا ونجحت في معرفة حقيقة شعورها ،
    ولكن الوقت تأخر كثيرا للأسف ..:
    وبهدوء ودون ندم غادرت `انجريد` الزورق وابتعدت عن الميناء ، وإذا
    كان إمامها فرصة يمكنها اقتناصها، فمن المؤكد أنها ليست فرصة
    الهرب.
    ولابد لها من التجربة مرة ثانية حتى تتمكن من إفهام ´يانيس ` أنها
    تحبه وإنها صادقة في مشاعرها وان `انجريد´ اليوم تختلف كثيرا عن الفتاة التافهة التي تزوجها , وإنها الآن على طبيعتها كما هي وكما
    يريدها ، وربما يصدقها ويرغبها من جديد .
    جففت الفتاة دموعها وتوجهت نحو المنزل ، وملأت إناء الماء من
    النافورة وما إن همت بالدخول إلى المنزل حتى لاحظت وجود رجل يرتدي ملابس بيضاء يظهر فجأة عند منحنى الطريق .
    خمنت ´انجريد` على الفور انه من المؤكد صاحب الزورق ، وكاد الإناء
    يقع من يدها عندما اقترب منها هذا الرجل ، وفجأة تعرفت عليه ،
    تعرفت على ابتسامته المتعجرفة ووجهه المتقلص، وهذه الحركات
    التي لا يمكن ان تنطبق إلا على `ديمتريوس اندروبولوس ` سألها الرجل وهو غير متأكد :
    - `انجريد` "انجريد كندريك "؟ هل أنت حقا ... هنا ؟
    وضعت `انجريد´ الإناء ومدت يدها نحوه وهي تحاول ان تبدو هادئة .
    - صباح الخير يا ´ديمتريوس ` ، يالها من مفاجأة سعيدة ! لقد كانت
    أخر مرة تقابلت فيها معك في ´أكسفورد´ ، اعتقد في يوم تسليم

    الشهادة لك، أليس كذلك ؟
    قطب الرجل جبينه وهو يتفحص الفتاة من قمة رأسها إلى أخمص
    قدميها وتمتم قائلا :
    - بلى ... إنني لا اصدق عيني، إن هذه الجزيرة مهجورة منذ
    سنوات, ربما تعملين في مهمة متعلقة بالآثار ؟
    هزت `انجريد` رأسها واكتفت بان تقول :
    - كلا 00 كلا 00 لنقل إنني أقيم في `لينا كاريا`...
    تردد ´ديمتريوس ´ قليلا قبل ان يتابع حديثه .
    - إذن أنت من رايتها منذ عدة أيام وهي تلوح من بعيد , كان ذلك منذ أسبوع تقريبا ، نعم هذا الشعر وهذا الثوب الأزرق ... ولكن دون
    ان تخفي شيئا , ما الذي حدث لك ؟ هل تعرضت لحادث غرق ؟
    لم تكن "انجريد" تعرف هل كلماته حقا تتفق مع موقفها ، من المؤكد ان هناك صورتين يتخيلهما ´ديمتريوس ` : صورة الفتاة الإنجليزية
    الأنيقة, وصورة الفتاة ذات الملابس البالية التي تقف إمامه خجلي
    ومرتبكة على بعد ألاف الكيلومترات من بلدتها الحقيقية .
    - كلا , من الصعب تفسير الموقف ...
    - اعتقد ان الأمر سهل وسهل جدا .
    وفجأة قفزت ´انجريد´ و ´ديمتريوس ` من مكانهما عندما سمعا صوت `يانيس .
    ولم يكن احدهما قد لاحظ اقتراب " يانيس " وها هو ذا يقف مبتسما
    على بعد عدة أمتار منهما ، وقال ´ديمتريوس ` باحتقار قبل ان ينطق
    بعدة كلمات من اللغة اليونانية والتي لم تستطع ´انجريد´ فهمها .
    - ´يانيس ´ ؟
    كان من الواضح ان الرجلين لم يريا بعضهما منذ فترة طويلة . ولم
    يكن ´ديمتريوس ` قد جاء إلى ´لينا كاريا´ لرؤية قريبه الذي يمقته من كل
    قلبه , والحق ان ´انجريد` لم تكن تستطيع فهم مغزى هذه الزيارة .
    - نعم يا ابن عمي العزيز، إنني هنا حيث موطني.
    تحرك `يانيس ` عدة خطوات نحو ´انجريد´ ، ثم تابع حديثه قائلا :
    - هيا يا عزيزتي , احكي لابن العم الشجاع `ديمتريوس ´ كيف ولماذا
    جئت إلى هنا, إنني واثق انه سيستمع إليك بإنصات شديد...

    شعرت ´انجريد` ان الكلمات تختنق في حلقها ، وحاولت ان تفهم إي شيء من تعبير وجه `يانيس ` حتى تطمئن , وكل ما استطاعت ان تفعله هو ان تمسك بذراع `يانيس ` ، وكان ´ديمتريوس ` لا يتركها لحظة واحدة بعيدة عن عينيه .
    - ولكن .. أنتما تعرفان بعضكما ؟ كنت اعتقد ان ... لم يكمل `ديمتريوس ´ جملته , واخذ ينظر بثبات إلى خاتم الزواج الذي تضعه ´انجريد´ في إصبعها والى الخاتم المشابه في إصبع `يانيس ´ أيضا . أجابت ´انجريد´ بهدوء :
    - لقد تزوجنا وها نحن نقضي شهر العسل هنا في `لينا كاريا`. شعرت `انجريد` بالسعادة عندما نطقت بهذه الكلمات على الرغم منها ، فشحب وجه ´ديمتريوس ` وابتسم ابتسامة خبيثة :
    - إنها مزحة ! إلا إذا كنت تغيرت حقا يا عزيزتي ´انجريد´ ... اما بالنسبة لك يا ´يانيس ` ...
    - كلا يا ´ ديمتريوس ´ ، أؤكد لك انحنى و `يانيس ` قد تزوجنا منذ 15 يوما بالضبط ! أليس كذلك ياحبيبي ؟
    وعندئذ التصقت ´انجريد´ بـ ´يانيس ` في حنو , ولم تستطع في هذه اللحظة ان تمنع نفسها عن التفكير فيما حدث بينهما على الشاطئ ، في جسده , في نظرته إليها عندما أصبحت تابعة له ، في حنانه ... قال ´يانيس ´ بحدة لم تعهدها `انجريد´ في نبرة صوته من قبل :
    - ´انجريد´ وانأ تزوجنا فعلا ...
    لم يبتسم ´ديمتريوس ´ هذه المرة وبدا دهشا من هذا النبأ , ثم اعترض قائلا:
    - ولكن حدثا مثل هذا لا يمر مرور الكرام ، كما ان الصحافة لم تذكر إي شيء بهذا الصدد ...
    ثم إن احد في العائلة لم يسمع بهذا الخبر.
    تردد ´يانيس ´ قليلا والابتسامة على وجهه .
    - لقد أخبرت والدتي واعتقد أنها لم ترد الإعلان عن سرنا , فأنت تعرفها , من المؤكد أنها رأت انه ليس من واجبها هي ان تعلن هذا النبأ ، اعتقد انك أتيت من ´كالناري` ...
    جفف ´ديمتريوس ´ العرق الذي يندي جبينه قبل ان يجيب .
    - نعم كل العائلة مجتمعة هناك بجانب والدتك ولكنها كما هي
    غامضة واكتفت بان قالت لنا إن هناك مفاجأة للجميع , والأن اعتقد إنني فهمت ما تقصده من ذلك ...
    شعرت `انجريد´ بالارتباك في تفكير ´ ديمتريوس ´ فتجرأت قائلة .
    - هل هذا غريب يا ابن عمي ´«ديمتريوس ´ ؟
    أرجو ان تسمح لي ان أناديك هكذا بما إننا أصبحنا نحمل نفس
    اللقب الآن ...
    تمتم ´ديمتريوس ´ قائلا وهو يوجه حديثه إلى `يانيس ´ :
    - نعم ولكن .. ماذا تفعلان هنا في ´لينا كاريا´ ؟
    هناك أماكن كثيرة أكثر جمالا تصلح لقضاء شهر العسل فيها.
    أليس كذلك ؟ وأي رجل هذا الذي يطالب زوجته الجميلة بالإقامة في هذا المكان ؟
    وأي امرأة هذه التي تقبل ذلك ؟ ...
    هزت `انجريد´ رأسها .
    - ´ديمتريوس ´ ، هل نسيت ان أكثر شيء يضايقني هي الأشياء
    التقليدية ؟ وعندما اخبرني ´يانيس ´ انه يريد تجديد منزل طفولته فوق هذه الجزيرة المهجورة ، وجدت الفكرة رائعة ومشوقة ، أليس كذلك يا عزيزي ؟
    ثم قبلت ´يانيس ` قبلة رقيقة على شفتيه قبل ان تتابع حديثها قائلة :
    - لقد قمنا بعمل ممتاز, وخلال فترة وجيزة، سيكون هذا المنزل
    رائعا أتمنى استقبال أطفالي فيه...
    وعند هذه الكلمات ، شعرت `انجريد بيدي ´يانيس ` تضغطان على
    يديها , كما ارتسم على وجهه تعبير غريب ، وبدا متضايقا كما لو كانت ثقة ´انجريد´ العمياء فيه قد فاجأته , هذا مع شعوره بالذنب أيضا , ولكنه ابتسم وقبلها برقة إمام نظرات `ديمتريوس ´ الذاهلة .
    - يالها من قصة رائعة ! لقد فهمت الآن سبب سرعة هذا الزواج .
    أقدم لكما تهنئتي !
    مرت دقيقة من الصمت الثقيل شعرت ´انجريد´ خلالها بانقباض في
    قلبها وذلك عندما تذكرت أنها ربما لا تحمل ابدأ طفل ´يانيس ´ .
    الم ، خوف ، تمرد : كان ذهنها مملوءا بعاصفة من الأفكار المتباينة ,
    وبدت `انجريد´ على الرغم من هذه الآمال التي نطق بها لسانها قلقة ومرتبكة مثل ´ديمتريوس ´ نفسه . وعلى الرغم من هذه القبلة , إلا
    ان ´يانيس ` بدا غير مقنع ...
    واخيرأ قال ´ديمتريوس ´ :
    - آه . اعترف بروعة هذا المكان وان كان يبدو محبطا بعض الشيء...
    صراحة إنا معجب جدا بشجاعتك يا `انجريد´ ... ياله من تفان !
    اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل ، وشعرت بضعفها ولكنها لا
    يمكن ان تعترف بذلك مهما كان وخاصة إمام ´ديمتريوس ´ ، فقالت وهي تبتسم ببرود :
    - إي تفان ؟ عموما أشكرك على اهتمامك يا ابن العم العزيز، ولكن
    `يانيس ` زوجي وأي مكان يذهب إليه أو يقيم فيه وأي قرار يتخذه أو ينفذه ، سأكون دائما بجانبه .
    ارتبك ´ديمتريوس ` كثيرا ، وقال بصوت عذب :
    - برافو يا ابن عمي العزيز ! فهمت الآن سبب احتفاظك بسر زواجك .. فأي رجل يتمنى الاحتفاظ لنفسه وبعيدا عن أعين الناس بزوجة
    تفيض حبا وطاعة مثلها ...ورده قايين
    ثم أشعل سيجارته قبل ان يتابع حديثه بهذه الجملة القاتلة :
    - ومع ذلك عندما رأيت `انجريد´ على المرسى في هذا اليوم, شعرت
    أنها كانت بحاجة إلى نجدة سريعة... ربما كنت مخطئا ؟
    فوجئ `يانيس ` بهذه الجملة ولكنه تماسك .
    - يالها من فكرة غريبة ...
    قاطعته الفتاة قائلة :
    - شيء مستحيل ! إذا كنت قد لاحظت حقا إنني بحاجة إلى النجدة ، فمن المؤكد انك كنت ستأتي لنجدتي على الفور بما انك رجل شجاع .

    حاول ´ديمتريوس ` البحث عن إجابة يخفي بها جبنه .
    - ها إنا اطمأننت عليك واعتقد انك تجيدين السباحة ، اعتذر
    لوجودي هنا مسببا لكما الإزعاج، ولكن متى تنويان المغادرة

    "ليناكاريا" ؟
    - الأن وبعد ان اكتشف سرنا , اعتقد ان لا حاجة إلى ان نبقى هنا طويلا . ثم تابع ´يانيس ` حديثه بهدوء .
    - هل يمكنك ، بمجرد وصولك إلى `كاناري` ، إخبار والدتي بضرورة إرسال اليخت لنا حتى نعود ؟
    - رغباتك اوامر يا ابن عمي العزيز ! ولكن هل تعرف والدتك انك
    تقيم مع ´انجريد´ هنا في هذه الجزيرة ؟
    - كلا ، إنها لم تحاول معرفة المكان الذي نقضي فيه شهر العسل .
    فربما وجدت انه لا داعي لان تعرف المكان الذي انوي انا وزوجتي إخفاء حبنا فيه .
    اجاب ´ديمتريوس ´ بابتسامة ذات مغزى :
    - فهمت , ستكون مفاجاة رائعة لها ان تراك ثانية ! كما ستتعرف `انجريد` اخيرأ على والدتي "صوفيا" واختي ´إيلينا´ .
    وعند هذه الكلمات ذهب ´ديمتريوس ´ واختفى كما جاء , وعندما اختفى تمأما، بدا `يانيس ` يبتعد عن ´انجريد` ثانية واصبح وجهه
    قاسيا وباردأ من جديد , وانتظرت ´انجريد` اي كلمة منه تتعلق بها
    ولكن هيهات , واخيرأ قالت لتضع حدأ لهذا الصمت :
    - هل سنرحل حقا من هنا ؟
    اجابها بصوت قاطع :
    - اعتقد انني كنت واضحا بما فيه الكفاية في هذه النقطة ، والأن لنعد إلى المنزل .
    تبعته ´انجريد´ وهي دهشه لهذا القرار , وكانت طوال حديثهما مع
    ´ديمتريوس ´ تلاحظ تعبير وجه ´يانيس , المشوب بالحذر والإنذار . ولكنها حاولت طرد هذه الفكرة من ذهنها , إنها حقا تحبه وكل ذرة في
    كيانها تؤكد لها حبه ايضا على الرغم منه .
    إن العاطفة التي اقتسماها معا لا يمكن ان تكون مصطنعة ، وعليها
    ان تحاول إيقاظ هذه العاطفة في اي وقت وفي اي مكان سواء ´ليناكاريا´ او اي مكان اخر ...
    وعندما عادا إلى المنزل ، كانت الشمس قد بدات في الغروب وهي
    تغمر المكان بضوء بضوء بني رائع .
    رفعت ´انجديد´ خصلات شعرها النحاسي إلى اعلى حتى تتمتع بصفاء الجو، وثبتت شعرها في `شنيون ´ مع ترك بعض الخصلات متنثرة حول وجهها .
    كان ´يانيس ` يتأملها صامتا كعادته ، والحق ان تصرف ´انجريد جعله يفكر كثيرأ وقد ملاه الشك بينما بدات `انجريد` تنظف المنزل وتحضر الفطائر كما لو ان شيئا لم يكن .
    - لا داعي لهذه الهمة يا `انجريد ، فلا احد يراك الأن .
    توقفت `انجريد´ عن إعداد العجين ، ثم قالت له بسخرية واضحة :
    - لقد تصرفت بطريقة مفاجئة وغير مقبولة اليس كذلك ؟
    هنا انفجر ´يانيس ` في ضحكة عالية ثم اقترب منها وتحدث بجدية قائلا :
    - مطلقا ! ولكن ما يزعجنى هو عدم فهمي لما يحدث ولهذا السبب لم تستطيعي الاستفادة من الموقف .
    ولكن ما الذي جعلك تفعلين ذلك ، اقصد ما الذي جعلك تقومين بهذا الدور ! كان يمكنك ان تحكي كل شيء لـ`ديمتريوس ` ثم ترحلى معه ... لم اكن انوي الأمساك بك ومنعك عن الرحيل .
    امسك ´يانيس ` الفتاة بين ذراعيه واخذ يتامل وجهها المشرق للحظة قبل ان يحتضنها بقوة ، لقد كان ذلك جهنم ... والجنة في ان واحد . قالت ´انجريد` متنهدة :
    - لا اعرف ، ربما ما عشته هنا او ما عشناه معأ لا يمكن وصفه بالكلمات ، ثم إن حقدي ورغبتي في الانتقام اقل منك كثيرا... قبلها ´يانيس ´ على شعرها ولم ينطق بكلمة واحدة . وضعت `انجريد` راسها على كتفه واخذت تتشمم من جديد هذه الرائحة الدافئة لجسده ،
    وتدفقت إلى ذهنها الذكريات وكان ´يانيس ´ يمسك بين نراعيه ، منذ ساعات قليلة ، امراة سعيدة جدأ . نعم كان يمتلك جسدها ، وهنا التصقت `انجريد` به اكثر .
    - وعلى الرغم من كل شيء ، نحن معا ...
    اجابها `يانيس بصوت اجش :
    - نعم .
    قربها ´يانيس ` منه كثيرأ . فعرفت انه حقا يرغبها . ولكن عليه هو
    هذه المرة ان يتعلم الصبر .. وفجاة تخلصت ´انجريد´ من قبضته وقالت له وهي تشير إلى ثوبها البالي :
    - هل تنوي تقديمي لوالدتك واسرتك وانا بهذه الهيئة؟
    تقلص وجه `يانيس ´ وقال :
    - كلا بالتاكيد ! وحتى إذا اصررت انت على ذلك . فلن اوافقك . إن
    حاجاتك هنا وكانت هنا من البداية .
    وبعد ثان معدودة ، عاد `يانيس ` من المطبخ وهو يحمل حقيبة ثقيلة في يده ، وهنا تعرفت ´انجريد` على إحدى حقائبها التي
    احضرتها معها على متن `تيرا` ولكن من المؤكد انه ممنوع الاستفسار
    عن المكان الذي خبا فيه ´يانيس ` هذه الحقيبة ، ثم ذهب ليضعها في حجرة ´انجريد´ .
    - يجب ان تجهزي نفسك ، فبمجرد وصول ´ديمتريوس ´ إلى
    ´كاناري´، سيرسل إلينا طاقمأ لعودتنا فورأ وسنرحل في نفس اللحظة .
    - حسن ... ولكن الن تفاجا والدتك بوصولنا إليها فجاة ؟
    - من المحتمل ، ولكنني اعتقد انها ستتفهم الامر> لقد علمتما الحياة اشياء كثيرة ...
    عضت `انجريد´ شفتها ، الحقيقة انها منذ البداية تريد رؤية هذه
    المراة الغامضة ولكنها . تخشى الأن مقابلتها إن كل شيء يحدث بسرعة ...
    - نعم بالتاكيد ولكن لغتي اليونانية لازالت بدائية جدأ ، اتمنى ان
    نستطع التحدث معا بالإنجليزية .ورده قايين
    ظهر تعبير الغضب على وجه `يانيس ´ .
    - إذن هذا ما يزعجك انت تعتبرينها هي ايضا سيدة امية . احتجت ´انجريد` قائلة :
    - كلا . بالتاكيد ، انت مصر على تشويه كل عباراتي !
    الم ادفع ثمن ما قلته بما فيه الكفاية وكذلك ايضا ثمن كلمات
    ´جلاديس بوسورث ´ الكريهة .

    امسكها ´يانيس ´ بشدة .
    - للاسف اخشى ان ذاكرتى اقوى من ذاكرتك فهناك كلمات لا
    ننساها ابدأ وقد اكدت لك ذلك من قبل ...
    - `يانيس ` ارجوك ! كيف تفكر للحظة واحدة اننى اوافق على ماقالته
    هذه السيدة ؟
    - انا لا اصدق إلا ما سمعته اذنى ، كما انك لم تحاولى إثبات العكس ابدأ او حتى معارضتها .
    شعرت `انجريد´ ان قلبها يكاد يقفز من صدرها .
    - هذا خطا وانت تعرف ذلك جيدأ ! وانا لم احاول معارضتها لاننى لم ارد إشعارها بالسعادة عندما ترانى غاضبة وعندما تفسد علي
    اسعد يوم لفي حياتى ، يجب ان تصدقنى ! راى ´يانيس ´ الدموع في عينيها الزرقاوين من جديد وكان بكاؤها
    قادرأ على التاثير في القلب الأكثر قساوة
    فقال لها ببرود:
    - معذرة ولكننى لا استطيع نلك ، ولنقل مثلا إن اخطاءنا مقسمة
    فيما بيننا ، وعلى سبيل المثال خطا مثل خطا زواجنا لا يمنعنا ابدأ عن مواصلة الحياة .. وعلى اية حال انا واثق ان الحل الذي
    ساعرضه عليك سيريحك كثيرأ .
    جففت ´انجريد` الدموع وتماسكت حتى تستطع ان تقول:
    - اي حل هذا !
    - ساتركك في `بيلوود هاوس ` كتعويض لك بعد انفصالنا ...
    شعرت الفتاة بالارض تميد تحت قدميها ، واستولى عليها الرعب الشديد .
    ولكنها رفضت الخضوع وردت قائلة كما لو كانت الكلمات تختنق في حلقها
    - الانفصال . الانفصال؟
    قال `يانيس ` بجمود
    - الانفصال بالتراضي ربما ينتهي زواجنا بهدوء شديد بخلاف
    اشياء اخرى كثيرة ...
    - ولكننا تزوجنا منذ فترة قليلة ! الا تشعر انت باي إحساس
    نحوي ؟ لقد اعتقدت لتوي ان ...
    اختنق صوتها بالبكاء .
    اضاف ´يانيس ´ قائلا في ندم :
    - نعم لنقل إنني لم استطع المقاومة وان المحاولة نفسها كانت كبيرة
    وهائلة ... اغمضت الفتاة عينيها وهي في شدة الارتباك .
    - ´انجريد´ !
    ولكنها لم تجبه ، فاامسك بكتفيها واخذ يهزها برقة .
    - `انجريد` !
    - كلا !
    وحاولت إبعاده عنها .
    - لم يعد ينبغى لي اي شيء حتى الامل في انك قد تحبني في يوم ما
    همس `يانيس ` :
    - هيا ... لقد احببتك حبا فريدأ ورائعأ منذ اول يوم رايتك فيه . نعم لقد رغبتك بعنف رغبة كادت تصيبني بالجنون
    خفض `يانيس ´ صوته وتابع حديثه بحزن مفاجئ :
    - لقد فهمت في يوم زواجنا ان هذا جنون وانك لن تحبيني ابدأ . همست `انجريد` وهي تداعب خصلات شعره :
    - ´يانيس ´ ... حبيبي !
    تراجع ´يانيس ` إلى الوراء .
    - كلا ! ابدأ ! انت لا تفهمينني ! انا اتمنى شيئا واحدأ .. شيئا واحدأ .. وانت ..
    اشعر بالإرهاق لتذكر الماضي . الماضي المدفون . هيا اذهبي لتعدي
    نفسك . لقد حان الوقت .
    صعدت ´انجريد´ السلالم ، ثم استجمعت قواها وواجهته .
    - اطمئن ، لن احاول تفسير ما حدث مرة ثانية بما ان الذكريات
    ترهقك ، ولكن ارجوك ان تسدي إلئ خدمة ...
    نظر إليها وهو يتمزق لصوتها الضعيف .
    - خدمة ! ما هي يا ´انجريد´ ؟
    - إذا امكننا ترك الماضي وراء ظهرينا ؟ هل يمكنك ان تصبح صديقأ
    لي او حتى لطيفا معي ؟ او حتى اقل كراهية نحوي ... فحتى إذا كان
    من الضروري ان ننفصل عن بعضنا ، اعتقد انه ربما من الواجب ان نحافظ على المظاهر حتى امام عائلتك على الاقل !
    نظر إليها `يانيس ´ نظرة لم تستطع فك رموزها .
    - اعتقد انه تصرف منطقي ، على الاقل في الوقت الحالي ...
    نظرت إليه ´انجريد` بثبات وجدية ، لم صعدت إلى حجرتها . ربما يكون الماضي قد انتهى ولكن المستقبل يبدو كئيبا جدأ .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 2:10 am